مع انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أطلقت أكثر من 30 منظمة إنسانية دولية وإقليمية تحذيرًا عاجلًا من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لمنع انزلاق البلاد نحو مجاعة واسعة النطاق وكارثة إنسانية أعمق.
ووفقًا للبيان المشترك الصادر عن المنظمات، فإن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون خطر الجوع، بينهم 41 ألفًا معرضون لمستويات جوع كارثية. ويعاني نحو 2.4 مليون طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد، بينهم مئات الآلاف في حالة تهدد حياتهم مباشرة. وأكدت المنظمات أن طفلين على الأقل لقيا حتفهما بسبب سوء التغذية خلال الأشهر الأخيرة.
وأشار البيان إلى أن الوضع مرشح للتدهور بشكل خطير مع تخفيضات المساعدات الإنسانية، وتفشي الأوبئة، والانهيار الاقتصادي. كما كشفت التقارير أن واحدًا من كل خمسة أسر يقضي يومًا وليلة كاملين بلا طعام، في حين يتخلى الآباء عن وجباتهم ليتمكن أطفالهم من تناول القليل المتوفر.
الأزمات المناخية فاقمت المأساة، إذ تسببت السيول الأخيرة في مقتل وإصابة 157 شخصًا، وتشريد أكثر من 50 ألف أسرة معظمها من النازحين. وفي الوقت نفسه، يستمر تفشي الأمراض مع تسجيل 58 ألف حالة اشتباه بالكوليرا والإسهال المائي الحاد و163 وفاة منذ بداية العام، إضافة إلى ارتفاع مقلق في حالات حمى الضنك.
المنظمات الإنسانية أكدت أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2025 لم تحصل سوى على 18% من التمويل المطلوب، وهو أدنى مستوى منذ عقد، ما أجبرها على تقليص المساعدات والاكتفاء بالوصول إلى 3.7 مليون شخص فقط شهريًا، أي أقل من ثلث المستهدفين.
وطالبت المنظمات المجتمع الدولي بزيادة التمويل الإنساني بشكل عاجل لضمان استمرار برامج الغذاء والصحة والمياه، وحماية المدنيين والبنية التحتية ووقف الهجمات التي أسفرت عن أكثر من 880 ضحية مدنية منذ مطلع 2025.
كما طالبت المنظمات، بالإفراج عن العاملين الإنسانيين المعتقلين وضمان حرية حركة المساعدات، وتعزيز جهود السلام ودعم عملية الأمم المتحدة السياسية.
واختتم البيان بالتشديد على أن اليمن يقف عند نقطة الانهيار، وأن “الوقت للتحرك هو الآن” قبل أن يتفاقم الوضع إلى مستويات لا يمكن احتواؤها.
