الأخبارتقارير وتحقيقاتعام

مركز الإعلام الإنساني ينظّم ندوة إلكترونية حول “الإعلام والتنسيق مع الجهات الرسمية: تحديات وحلول”

نظّم مركز الإعلام الإنساني (HMC)، اليوم الثلاثاء، ندوة افتراضية تحت عنوان “الإعلام الإنساني والتنسيق مع الجهات الرسمية.. تحديات وحلول”، بمشاركة عدد من الصحفيين، وممثلي الجهات الرسمية، ونشطاء المجتمع المدني، عبر منصة Google Meet، بهدف مناقشة واقع الإعلام الإنساني في محافظة مأرب، والتحديات التي تواجهه، وسبل تعزيز التعاون بين الإعلاميين والجهات المعنية بالشأن الإنساني.

وفي مستهل الندوة، ألقى الصحفي خالد سعيد الحاتمي، عن مركز الإعلام الإنساني، كلمة افتتاحية تناول فيها المحور الأول “الإعلام الإنساني بين الواقع والمأمول”، مؤكدًا أن محافظة مأرب أصبحت ملاذًا إنسانيًا لملايين النازحين، ومحورًا للعمل الإنساني، لكن صوت المعاناة الإنسانية فيها لا يزال غائبًا عن الكثير من المحافل الدولية.

وأشار “الحاتمي” إلى أنّ تغييب القضية الإنسانية اليمنية لا يعود فقط إلى نقص التغطية أو ضعف الموارد، بل إلى غياب التنسيق، وتشتت الجهود، وانعدام الرؤية المشتركة بين الإعلام والجهات الإنسانية والرسمية. وأضاف: “نحن بحاجة إلى إعلام إنساني مسؤول، يوصل صوت الناس بصدق، ويحرّك الرأي العام المحلي والدولي”.

في المحور الثاني، تحدث الصحفي خليل المليكي عن “التحديات الإدارية والأمنية في التنسيق”، مشيرًا إلى أن مأرب تحتضن أكثر من 62% من إجمالي نازحي اليمن، ما يفرض تحديات كبيرة على الجهات الفاعلة. ولفت “المليكي” إلى أن الصحفيين يواجهون صعوبات في الوصول إلى المخيمات، نتيجة ضعف التنسيق، وبعض الاشتراطات الميدانية، وحساسية بعض الملفات الإنسانية، مؤكدًا أن غياب التوثيق الرسمي للحالات الإنسانية ساهم في ضعف التغطية الإعلامية.

وأوضح أن القيود المفروضة على بعض الصحفيين، والسكوت عن تجاوزات بعض المنظمات، تعمّق فجوة الثقة، داعيًا إلى إنشاء غرفة تنسيق مشتركة، وإعداد دليل موحد للمنظمات، وتفعيل مبدأ الشفافية، إلى جانب تدريب الصحفيين على العمل المهني في المجال الإنساني.

وفي المحور الثالث، تناول محمد السعيدي، مدير إدارة النازحين بالوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، أهمية التنسيق الفعّال مع الإعلاميين، مشددًا على أنّ الإعلام يمكن أن يكون شريكًا في نقل المعلومة الصحيحة وتوجيه الخطاب العام. وبيّن “السعيدي” أن الوحدة التنفيذية تعمل بشفافية وتُعلن بياناتها عبر قنواتها الرسمية، وأن الاشتراطات المفروضة على الصحفيين لا تستهدف التضييق، بل تهدف إلى حماية خصوصية المستفيدين وكرامتهم.

كما دعا إلى إعداد ميثاق شرف يُلزم الإعلاميين باحترام كرامة النازحين، وأن يقوم مركز الإعلام الإنساني بمسودته، مؤكدًا على ضرورة تدريب الصحفيين على معايير الإعلام الإنساني، واعتبارهم جزءًا من الحل لا من المشكلة، خاصة مع وجود 80% من المخيمات على أراضٍ تابعة للمجتمع المضيف.

أما المحور الرابع، فتناوله عوض الحويسك، مدير مكتب الإعلام بحافظة مأرب، حيث دعا إلى تشكيل غرفة عمل مشتركة تضم الإعلام الإنساني والوحدة التنفيذية، وأشاد بدور مركز الإعلام الإنساني في تبني قضايا النازحين.

وشهدت الندوة مداخلات ثرية، من أبرزها مداخلة فهمي الزبيري، مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، الذي أشار إلى أهمية الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وضمان الحياد والاستقلالية، مع مطالبة الجهات الرسمية بتوثيق الانتهاكات، والسعي لتوفير مخزون استراتيجي إنساني في مأرب.

من جانبه، أكد الدكتور بكير القديمي على ضرورة تنسيق حملة إعلامية إنسانية وطنية، تُظهر حجم المعاناة الإنسانية، وتساهم في جذب الدعم الدولي لليمن، مشيرًا إلى أن صوت اليمن مغيّب في المنصات الإنسانية الدولية.

في ختام الندوة التي نظّمها مركز الإعلام الإنساني لمناقشة واقع الإعلام الإنساني في محافظة مأرب، والتحديات التي تواجه التنسيق مع الجهات الرسمية، خرج المشاركون بعدد من التوصيات الهامة، التي تهدف إلى تعزيز بيئة إعلامية فاعلة وداعمة للعمل الإنساني في اليمن، أبرزها:

  • إعداد خطة عمل مستقبلية لتعزيز التنسيق الإعلامي الإنساني وتحديد الأدوار بين الجهات المعنية.
  • وضع آليات واضحة لتبادل المعلومات، وتسهيل وصول الصحفيين إلى البيانات والمواقع الميدانية.
  • إعداد ميثاق شرف إعلامي يُراعي كرامة المستفيدين وخصوصياتهم، بمبادرة من مركز الإعلام الإنساني وبالشراكة مع مكتب الإعلام والوحدة التنفيذية.
  • احترام خصوصية المجتمع المضيف، والتمييز بين أدوار الإعلاميين والنشطاء الحقوقيين.
  • تنفيذ دورات تدريبية وتأهيلية للإعلاميين حول معايير وأخلاقيات الإعلام الإنساني، والقانون الدولي الإنساني.
  • عقد ورش عمل مشتركة بين الإعلاميين والجهات الرسمية لبناء الثقة وتعزيز الشراكة والتفاهم.
  • توثيق القصص الإنسانية والانتهاكات من قبل الجهات الرسمية، وتوفير بيانات دقيقة ومحدثة تخدم العمل الإعلامي.
  • دعم الجهود الإعلامية في نقل معاناة النازحين وقصصهم الإنسانية بما يسهم في جذب التمويل الإنساني.
  • إطلاق حملة إعلامية إنسانية منسقة على مستوى وطني لعرض حجم المعاناة وتوحيد جهود المناصرة.
  • الضغط على المنظمات الدولية لاعتماد مخزون استراتيجي إنساني في مأرب، نظرًا لحجم الكثافة السكانية من النازحين فيها.
  • توحيد الخطاب الإعلامي الإنساني باتجاه الرأي العام، وتعزيز الشفافية والانفتاح في العمل الإنساني.
  • تشكيل غرفة تنسيق مشتركة تضم الإعلاميين، مركز الإعلام الإنساني، مكتب الإعلام، والوحدة التنفيذية للنازحين.

 

إدارة الإعلام

تم النشر عبر إدارة الإعلام بالمركز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى